بقلم : عماد الطيب

تتفق ادبيات الاعلام الحديث على ان نشأت الإعلام الإلكتروني كانت نشأة عـشوائية اثر مراحل تطور الشبكة المعلوماتية العالمية (الإنترنت) وتزايد استخداماتها، وقد ظهرت ملامحه الأولى مع ظهور الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية . والتي بدأت تقدم للناس عمليا سنة 1985، وكان عدد المشتركين يتزايد بشكل كبير. حتى اصبحت أكبر شبكة للمعلومات في تاريخ البشرية .

والإعلام الجديد (NEW MEDIA) أو الإعلام الرقمي، فيشير إلى مجموعة من الأساليب والأنشطة الرقمية الجديدة التي تمكننا من إنتاج ونشر واستهلاك المحتوى الإعلامي بمختلف أشكاله من خلال الأجهزة الإلكترونية الوسائط المتصلة أو غير متصلة بالانترنت.
ورافق ظهور الإعلام الإلكتروني ظهور عدد من الصحف والمجلات الإلكترونية، والتي شكلت وقتها ظاهرة إعلامية جديدة مرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبدأ ظهور التطبيقات والمدونات الإلكترونية التي فتحت آفاقا عديدة للجمهور، باعتبارها وسائل إعلامية جديدة سريعة الانتشار وقليلة التكلفة .
وطبيعة شبكة الانترنت التي تتميز بالآنية وبالسرعة في نقل المعلومات، تجعلها الوسيلة الأمثل للتواصل اضف إلى ذلك سهولة الاستخدام لهذا الوسيط من دون أن يكون للمستخدم خبرات تقنية عالية أو اي اختصاص في البرمجة المعلوماتية، إذ يكفي أن نتصل عبر الكمبيوتر أو عبر الهاتف المحمول لخوض محتوى الانترنت .
ويعتمد الإعلام الإلكتروني على وسيلة جديدة من وسائل الإعلام الحديثة وهي الدمج بين كل وسائل الإعلام التقليدي، بهدف إيصال المضامين المطلوبة بأشكال متمايزة ومؤثرة بطريقة أكبر، وتتيح الانترنت للإعلاميين فرصة كبيرة لتقديم موادهم الإعلامية المختلفة، بطريقة إلكترونية التي تتميز بالآنية وبالسرعة في نقل المعلومات تجعلها الوسيلة الأمثل للتواصل .
والتطورات المعاصرة للإعلام الرقمي قدمت ادوات فكرية ومادية يمكن استخدامها للمساعدة في اتصال اكثر فاعلية وتنوع في المعلومات معلومات حسب الطلب . فالنموذج السوسيولوجي لمجتمع المعلومات يرى أن المجتمع كله يتغير بصفة اساسية تحت تأثير الاستخدام الرقمي في الاتصال اليومي وانعكس ذلك على التعاملات اليومية وأصبح جزءا من حياتنا . وقد اشار عالم الاجتماع الامريكي دانيال بيل في كتابه المجتمع ما بعد الصناعي إلى هذا التغيير ونشأة نظام اجتماعي مختلف وجديد في القدرات الفكرية لديه مميزات مختلفة في الاستجابة ومن ابرز خصائص هذا المجتمع الرقمي : استخدام المعلومات كمورد اقتصادي . والاستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام . وظهور قطاع المعلومات كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد . وبفضل الإعلام الجديد يتيح لاي مؤسسة او شخص ان يكون مالكا لوسائله الخاصة للتعبير، وتقنياته الخاصة لنشر ما يحلو له من أفكار، وعلى نطاق واسع، فلم يعد متلقيا سلبيا للمضامين كما هو الحال مع وسائل الإعلام التقليدية، فقد أصبح مشاركاً فعالاً في العملية الاتصالية، وهو ما يجبرنا على التعامل بإيجابية مع هذا المعطى الجديد، والتعايش مع هذا الواقع الذي أفرزته ثورة المعلومات التي بدأت ولم تنته بعد.
وعليه لابد من استخدام الاعلام الجديد في البناء وتنمية الأوطان، والقضاء على الأمية، ونشر الثقافة والفكر ، وهو جانب تتطلبه طبيعة مجتمعاتنا الناهضة، لهذا وجب النظر بعين الاعتبار إلى هذا الجانب الإيجابي في الإعلام الجديد، عبر الحملات الخيرة التي توقظ في شبابنا أجمل ما فيهم، وتخرج أفضل ما لديهم.