أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي مبادرة التحول الرقمي Digital Transformation Initiative في عام 2015 بوصفها جزءا” من مبادرات متعددة أطلقها العالم لتشكيل المستقبل ؛ ويُعد التحول الرقمي المرحلة الثالثة من تبني التكنولوجيا الرقمية التي تمر بثلاث مراحل هي الكفاءة أو المهارة والاستخدامات الرقمية والتحول الرقمي ؛ والتحول الرقمي هو أساس الثورة الصناعية الرابعة ؛ بسبب ما أحدثته من تغير تكنولوجي ينطوي على اعتماد مهارات جديدة للأفراد ، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات، وقد أحدثت هذه الطفرة التكنولوجية نقلة نوعية في أداء المؤسسات المجتمعية المختلفة التي أدركت أهمية اللحاق بثورة التقنيات الحديثة لتكون أكثر إدراكا ومرونة في العمل، وأكثر قدرة على التجديد والإبداع والابتكار .
ومن هنا؛ أصبح التحول الرقمي ( الرقمنة الاعلامية ) ضرورة حتمية واتجاها” عصريا” يتوافق وطبيعة ما يشهده عالمنا من متغيرات وما تصبو إليه دول العالم وشعوبها من تطور وازدهار، والتحول الرقمي في الاعلام المؤسساتي يعني الانتقال من الاتجاهات والأنماط التقليدية إلى الاتجاهات والأنماط التقنية الحديثة التي تشدد على إنتاج المعرفة وابتكارها والانفتاح على الثقافات العالمية كافة بما يضمن الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية والثقافية والمجتمعية ؛

وإذا كانت كل المؤسسات المجتمعية مطالبة باللحاق بركب التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي أحرزتها البشرية؛ فإن المؤسسات الإعلامية هي الأكثر اهتماما” وتفاعلا” مع هذه التطورات التكنولوجية الحديثة والانخراط في العصر الرقمي الذي تتسارع فيه خطواته وتتنامى قدراته يوما بعد يوم .