أستضافت قاعة مردوخ في منتجع محافظة بابل الندوة السردية الاولى لعدد من المبدعين العراقيين والعرب ضمن منهاج فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية العاشر والتي تناولت عدة موضوعات ثقافية وادبية منها ( الكتابة – منحة السماء ) للكاتبة هناء متولي من جمهورية مصر العربية والتي قدمها الدكتور سلام حربة والتي تناولت فيها …

لماذا تكتبُ؟  … وتكمل سرد كتابتها ….
كنتُ دائمًا ما أنكرُ هذا السُّؤالَ وأتعجَّبُ منه 
كأنْ يُطْلبُ من الكاتب تبريرًا لما يفعلُه ؟ ومع ذلك لا نجدُ السُّؤالَ نفسه مثلًا لمهندسٍ أو مُمثلٍ أو رياضيٍّ. 
كأنَّ الكتابةَ فعلًا مُرَفَّهًا كماليًّا، يحتاجُ إلى سببٍ مقنعٍ.
في الحقيقة: لماذا تكتبُ هي بمثابة سؤالٍ عن لماذا تعيشُ؟ لكن دعونا نسألها بشكلٍ أصح: ماذا لو لم تكتبْ؟  أعتقدُ أن إجابتي تختصرُها مفرداتٌ مُحدَّدةٌ هي بديلُ الكتابة عندي: اكتئابٌ ، فقدانٌ للهُوية ، مللٌ ؛ لذلك كانت ومازالت الكتابةُ هي ” منحة السَّماء لاكتشاف ذاتي والعالم “.
دعونا نبدأ الحكايةَ من لحظاتها الأولى ، نقولُ لحظات اكتشافها الأولى لا خلقها ، فالفنُ يسبقُ ميلادَ البشر. 
والإنسانُ يولدُ فنانًا أو شخصًا آخرَ.
لذلك يعاني البعضُ من الضياع والتشتُّت إلى أن يكتشفَ ذاتَهُ الحقيقيةَ وذات الفنان فيه، أو لا يكتشفُها إلى الأبد ويموتُ وفي داخله حسرةٌ.
لنعُود إلى اللحظة الأولي، لن أقولَ إنَّها في المرَّة الأولى التي كتبتُ فيها قصةً وكان عمري لم يتجاوز ثماني سنوات، لا، البداية كانت تسبقُ ذلك بكثيرٍ؛ كانت اللحظاتُ الأولى في مُلامسةِ كتابٍ بالمُصادفة، في عينٍ مُنبهرةٍ، خطفها غلافٌ لإحدى روايات الجيب كانت عبارة عن مجموعةً من الألغاز داخل قصة من قصص الدكتور نبيل فاروق، كنتُ في السادسة من عمري أو أقل، كنتُ أجيدُ القراءةَ، أقرأ أيَّ شئ تقعُ عليه عينايَ ويدايَ، حتى لو كان صحيفة ، فيها بعضُ الأخبار والمقالات والتحقيقات والحوارات ، وبالطبع كانت تجذبُني صورُ الممثلين ولاعبي الكرة.
تعلقتُ بالقراءةِ والألغازِ والتخيُّل، وكان من حُسن حظِّي أنَّنى وجدتُ نسخةً من كتاب ” ألف ليلة وليلة” في بيتنا كانت نسخةً خاصةً يمتلكها عمي. 
هل يوجدُ أحدٌ في العالم لم يقرأ هذه الحكايات؟
لنكُن أكثرَ دقَّةً ، هل يوجدُ كاتبٌ أو مُفكِّرٌ أو فنانٌ لم يقرأ هذه الحكايات؟
هذا الكتابُ هو أصلُ الخيالِ  و الحبْكَات والأساطير والفلسفة القصصية عرفتهُ البشريةُ، وهو سببُ الوحي والإلهام الإبداعي لأهم كُتَّاب العالم منذ يوم اكتشافه حتى الآن. 
بعد ذلك مُباشرةً، تعرَّفتُ إلى عالم شيكسيبر وتوحَّدتُ فيه ، وكذلك عوالم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ومصطفى محمود . 
أذكر جيدًا شُعوري وأنا أقرأ روايتيْ.
وللتعريف عن هناء السيد متولي هي كاتبة مصرية حاصلة على البكلوريوس تجارة من جامعة المنصورة
في محافظة الدقهلية من مواليد 4 أبريل 1989 وصدر لها رواية أسرار سفلية عن دار أطلس للنشر والتوزيع في القاهرة 2018 ورواية في قبضة الناجي عن دار أطلس للنشر والتوزيع في القاهرة ايضا” 2019 وفي انتظار الطبع ( قط ذكر لقطة وحيدة- مجموعة قصصية) (الفلاسفة لا يعرفون الحب- مسرحية) حاصلة على تكريم المجلس القومي للمرأة عن سلسلة مقالات عن الفتيات في فترة المراهقة بعنوان ” متى تفقد الفتيات ثقتهن بأنفسهن” مقالات عن المرأة والفن في مواقع ومجلات مصرية وأردنية وحاصلة على درع” حلقة وصل” لأكثر النساء تأثيرا” عام ٢٠١٨ومنحة مؤسسة مفردات ببروكسل عن رواية الغريقات عام ٢٠٢٠
وجائزة سعاد الصباح للإبداع العربي ٢٠١٩ عن المجموعة القصصية” التنفس بحرية أثناء السقوط”.