المهندسة سجى البياتي
شركة البيدق لتكنولوجيا المعلومات
يتسم العصر الحالي بسرعة التطور والتغير في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي أصبحت في متناول الجميع كبارا وصغارا وضرورة من ضرورات الحياة مما جعل الأبناء أكثر شغفا بالأجهزة الرقمية والعوالم الافتراضية.
وعليه يعيش المجتمع العراقي في عصر الفضاء الإلكتروني او العصر الرقمي حيث أصبحت تقنياته هي العمود الفقري لمعظم التفاعلات اليومية، ومع سهولة التوفر زاد عدد مستخدمي الإنترنت، ومع تحول مواقع التواصل الاجتماعي لتكون عاملًا فاعلًا غير تقليدي في العلاقات بين الأفراد أصبح الإنترنت سلاحا ذو حدين فكما هو وسيلة لتحقيق الرخاء والتقدم البشري فله جانب مظلم يتمثل في تزايد التهديدات والمخاطر الناجمة عن الاعتماد المتزايد عليه في ظل عالم مفتوح تحكمه تفاعلات غير مرئية وغياب سلطة قانونية تسيطر عليه وعدم وجود قوانين مشرعة حديثة، الأمر الذي أصبح ينذر بناقوس خطر على المجتمع بشكل عام، وعلى الأسرة العراقية بشكل خاص، فالأسرة هي الخلية الأولى في البناء الإنساني والاجتماعي، وهي المدرسة الأولى بالنسبة للأبناء حيث يكتسب الفرد معارفه وخبراته من خلالها.
تعزيز التوعية بمفهوم التربية الرقمية كما هو مفهوم التربية بالواقع خاصة في ظل التحول الرقمي والانتشار الكبير الحاصل بالاستخدامات الحديثة والتكنولوجية وتوفر الإنترنت والأجهزة الذكية التي باتت تسيطر على اهتمام الكثيرين وخاصة الأطفال والمراهقين والشباب.
العالم الافتراضي مساحة مفتوحة للجميع، وعلينا التفريق بين الممكن فعله والواجب فعله، ففي عالم اليوم تلعب وسائل الاتصال الجماهيري دور حيوي في تغيير السلوك الانساني، لذا علينا التحذير من وسائل الإعلام المفسدة، والمصادر الإعلامية المشبوهة، التي تعمل على تشكيك أفراد المجتمع في عقيدتهم، وثوابتهم، وتسعى لإفساد أخلاقهم.
كما علينا ترسيخ مفهوم الاستخدام الآمن والأمثل والإيجابي للإنترنت والوسائل التقنية الحديثة، من أجل بناء جيل واعٍ إلكترونيًّا، قادر على التعامل مع التحديات المعاصرة، وتوعية كافة أفراد المجتمع والأبناء خاصة بمختلف المخاطر الإلكترونية مثل نشر الشائعات والكراهية والعنف والتطرف والغلو، والوقاية من محاولات التجنيد الإلكتروني والتحرش الجنسي عبر الإنترنت، والتنمر، والوقاية من المواد المحظورة على الإنترنت، إلى جانب توجيههم نحو الاستخدام الآمن والأمثل والإيجابي للأجهزة الإلكترونية والابتعاد عن مخاطرها.
تعزيز مفهوم التربية الرقمية يندرج ضمن مجموعة القواعد والقيم والسلوك التي نربي عليها أبناءنا والواجب اتباعها من قبل الأهالي والمفاهيم التي من خلالها لا بد من تطوير استخداماتنا لهذه الوسائل.
الفجوة الكبيرة التي يعاني منها الكثير من الأهالي ما بينهم وبين أبنائهم لانشغالهم عن الأبناء في مجالات الحياة والعمل وغياب تطوير مهاراتهم بسبب التطور الهائل والكبير في المجالات التكنولوجية الرقمية.
وأن تقليص الفجوة أمر مهم وضروري ويتطلب من الأهالي السعي لتطوير قدراتهم في فهم التكنولوجيا والعمل على استيعاب هذا التقدم الكبير والتطبيقات المختلفة وكذلك الحوار والتواصل مع الأبناء وتربيتهم بالشكل السليم للاستخدام الآمن للإنترنت.
ولابد من الإهتمام بموضوع التربية الرقمية لأهميتها الكبرى كونها أصبحت جزءا من حياتنا في ظل العصر الحديث، كما يجب تعزيز دور الأهل في هذا المجال لتوعية أبنائهم بالإستخدام الأمثل والتصفح الآمن ولحمايتهم من قضايا التحرش والإبتزاز الإلكتروني والتنمر المسيء، وللوصول إلى هذا الأمر، لابد من وجود معايير وأسس من قبل الأهل للتعامل مع الأبناء والتفريق بين مفهومي التربية التي تستند للقيم والمعتقدات والمفاهيم والمواطنة الصالحة والرعاية المتمثلة بتوفير الاحتياجات، والأمر ذاته بموضوع التربية الرقمية (التربية التكنولوجية) الذي يتطلب تعليمهم الأسس والقواعد السليمة لاستخدامات التكنولوجيا الحديثة والرعاية الرقمية المتمثلة بتوفير الأجهزة التكنولوجية الحديثة.
معايير للتعامل مع الأبناء والعمل بمجوعة التوصيات التالية:
- أن يكون الأب قائدا رقميا بحيث يحسن التعامل مع هذه الأدوات ليكون على قدر كاف من المعرفة.
- أن يكون الأب محاورا ماهرا ومقنعا لأبنائه.
- أن يكون الآباء والأمهات قدوة في الواقع الإفتراضي والتعامل الرقمي.
- أن يتعلم الآباء والأمهات استخدام التطبيقات الآمنة واللازمة لمصلحة أبنائهم.
- التركيز على أهمية وضرورة متابعة الأبناء في هذا المجال الواسع وتوعيتهم باستمرار. وظائف الوالدين في التربية:
تتعدد الوظائف التي تقوم بها الوالدين لتربية الابناء لتشمل كافة الأبعاد التي تؤثر في حياة الأسرة والتي تتضمن:
الوظيفة البيولوجية: والتي تتمثل في إنجاب الأسرة للأبناء وهذه الوظيفة تختص بها الأسرة دون غيرها من المؤسسات فالوظيفة البيولوجية لا تعني استمرار الجنس البشري بالإنجاب فقط لكن على الوالدين رعاية الأبناء بعد الإنجاب جسديا وصحيا حتى ينمو نموًا سليمًا.
الوظيفة الاجتماعية: والتي من خلالها يتم إكساب الأبناء العديد من الخبرات الاجتماعية التي تخص مجتمعهم دون غيره من المجتمعات واكسابهم القيم والمعايير الأخلاقية والسلوكية المرتبطة بمجتمعهم وفي حدود ثقافته وإكسابهم القدرة على القيام بأدوارهم الاجتماعية بشكل صحيح، ومن ثم فإن الوظيفة الاجتماعية للوالدين في التربية تعمل على تحويل الأبناء من كائنات بيولوجية إلى كائنات اجتماعية قادرة على التكيف والتعايش داخل المجتمع.
الوظيفة الوقائية: وتهدف إلى تمكين الوالدين من استخدام الأدوات الرقمية كأداة قوية تدعم دور الآباء والأمهات في عصر التكنولوجيا وتمكن الوالدين من كيفية استخدام الوسائط الرقمية لزيادة مهاراتهم ومن ثم فهم الادوات لمواجهة المشاكل التي تواجه الوالدين في تربية الأبناء خاصة في العصر الرقمي.
هذا بالإضافة إلى الوظيفة العلاجية والتي تركز في تعليم الوالدين وتدريبهما لتصحيح مسار معلوماتهما، وتغيير اتجاهاتهما، وإكسابهما مهارت وخبرات للتعامل مع أبنائهما، ودعم الاتصال بين الآباء والأمهات لتنشئة أبنائهم وإشباع حاجاتهم النفسية، وإشاعة روح الحوار وتقبل النقد والرأي الأخر، وتنمية ثقافة حل المشكلات وإدارة الأزمات.
ومن أهم خصائص السلوك الافتراضي الإيجابي تعلم الابناء من قبل الوالدين عبر الفضاء الإلكتروني:
- التحلّي بالآداب والأخلاق الإنسانية.
- احترام الأنظمة.
- المصداقية.
- الوضوح والفهم.
وفي هذا الإطار تسعى مبادرة محو الامية الرقمية وبالتنسيق مع شركة البيدق لتكنولوجيا المعلومات لتقديم كل ما هو مفيد من أجل التوعية الرقمية الشاملة والسليمة.