ابتسام سامي

اسمحوا لي ان أضع بين أيديكم موضوعا في غاية الأهمية … بحيث لا يخلو انسان منه … بل قد يكون الفرق بين الانسان وغيره من المخلوقات هو هذا الشيء .. ألا وهي ( الأحلام)
وانا هنا لن اتكلم عن الاحلام التي نراها في المنام … ولكني اعني الاحلام التي بداخلنا والتي تسمى بالطموحات والأمنيات .. ولاشك ان كل انسان منا له طموحاته وأمنياته .. ولكن يبقى السؤال كيف نحقق تلك الطموحات والأمنيات ….
يقول الشاعر
ما كل ما يتمنى المرأ يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ويقول آخر
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
فالكي نحقق احلامنا وطموحاتنا وامانينا يجب ان نقاتل من اجلها وان نبذل الأسباب من اجل تحقيقها .. ولكن هل نستطيع ان نتحكم في ذلك .. اي هل نستطيع ان نحقق جميع طموحاتنا مهما كانت صعبة .. وهل الظروف دائما تكون في صفنا وتساعدنا على تحقيق طموحاتنا … لاشك ان هذا لايتحقق .. ولو تحقق هذا لشخص ما لقلنا بأنه انسان محظوظ بحيث تتحقق له جميع احلامه وطموحاته .. ولكن الواقع غير ذلك تماما … ففي قلب كل منا جرح … وفي نفس كل منا هموم ومآسي … وفي حياة كل منا إحباطات … سببتها تلك الطموحات وتلك الآمال التي ربما كنا نبني عليها مستقبلنا … ان مثل هذه المواقف بلا شك تتكرر في حياتنا بشكل مستمر .. ويبقى الأمل هو عزاؤنا في تحقيق أحلامنا ….
ولكي تتحقق احلامنا وطموحاتنا وامانينا على ارض الواقع فلا بد من
الإصرار والعزيمة على تحقيق طموحاتنا مهما كانت صعبة ان نقوم بكل ما يتطلبه تحقيق ذلك الطموح .. وذلك بتوفير الجهود والإمكانيات اللازمة .. لا ان نجلس وننتظر ظهور المارد لكي يحقق لنا امنياتنا وطموحاتنا وان لا نيأس اذا ما فشلنا في تحقيق طموحاتنا … وان نستمر في محاولاتنا للوصول الى مبتغانا حتى تتحقق طموحاتنا ومطالبنا ان نستعين بمن لديهم خبرة اكثر منا في الوصول الى طموحاتنا.. وان نتعاون مع بعضنا البعض لتحقيقها .
قد يكون في عدم تحقيقنا لبعض طموحاتنا وامنياتنا خيرا لنا .. وذلك مصداقا لقوله تعالى ” وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم ” .
كل انسان في هذه الحياه له اماني وطموحات وامال
منها من استطاع تحقيقها ومنها لم يستطع اذا فشل انسان في تحقيق هدف ما فانه سوف يكون دافع له وحافز ويزداد عزيمه واصرار لتحقيقه
وكل انسان في هذه الدنيا ياخذ نصيبه وولا يصيبه الا ما كتب الله له والإنسان بطبيعة الحال طالما مازال ينبض فيه عرق الحياة فهو مستمر في الأحلام والأماني, منها تحقق ومنها ما زال يصارع الحياه لتحقيقه… ومنها ما ذهب مع الريح وتكدس عليه الغبار .