قد يتبادر الى الذهن ان الاعلام هو وسيلة فقط لنقل الاخبار والمعلومات من هنا وهناك ؛ لكننا اليوم نلاحظ انه اصبح يشكل الموجه الاساسي في تنظيم حياة الشعب وتعديل السلوك ؛ ومن خلاله نستفاد ايضا” من تجارب الاخرين في شتى المجالات العلمية والطبية والهندسية والعسكرية …الخ .

اليوم نحن نعيش عصر الذكاء الاصطناعي الذي كان دخوله سريعا” في عالم الاعلام ؛ والذي حول الاعلام من طابعه التقليدي الى الاعلام الالكتروني والرقمي ثم الى الاعلام المرتبط الذكاء الاصطناعي .

اننا اليوم نشهد تقدما” ملموسا” وكبيرا” في صحافة الذكاء الاصطناعي الذي يعد ثورة إعلامية جديدة متوافقة تماما مع التقنيات الحديثة للثورة المعلوماتية والصناعية من
بعد أن اجتاحت الرقمنة كثيرا” من المجالات الحيوية .

ومن هنا نجد أن صحافة الذكاء الاصطناعي في تطورا” سريع و كبير في عالم الصحافة والإعلام والتي بدورها سوف تؤدي إلى إحداث تغيير جذري في عالم الإعلام قريبا” جدا” .

فكلما تسارعت خطى المؤسسات الإعلامية نحو الرقمنة أولا”، ومن ثم احتواء تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرمجياته وتطبيقاته، كان العمل على تطويعها من أجل تعزيز العمل الإعلامي بشكل افضل وادق ؛ فكثيرون منا شاهدوا قيام وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” ببث حديث لأول مذيع افتراضي ، تم فيه دمج التسجيل الصوتي والفيديو في الوقت الحقيقي مع شخصية افتراضية من خلال تكنولوجيا محاكاة قدرات الإنسان الذهنية ؛ ثم بعد ذلك ظهرت المذيعة الافتراضية “كيم” الكورية الجنوبية قبل عامين، لتقرأ نشرة إخبارية مع مذيعة حقيقية، بل وتتبادل الحديث معها، في تطور واضح للذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منه أوقات الطوارئ والأزمات مثلا، وإلى أن يتم تطوير التقنية واعتمادها ليكون المذيع الافتراضي يومئذ شأنه شأن المذيع الحقيقي.