يمرُّ عراقُنا العزيز بمرحلةٍ صعبةٍ ومهمةٍ ذاتَ مساراتٍ متعددةٍ بعد فترةٍ طويلةٍ من التحديات الأمنيةِ والسياسيةِ والمجتمعيةِ التي أثَّرت بشكلٍ كبيرٍ على جوانبٍ حساسةٍ وذاتَ أبعادٍ متعددة.
ومِما لاشكَّ فيه ولايُخفى على الجميع
حجمَ المسؤولياتِ الجسام والتحديات الصعبةِ التي واجهتها الاسرةُ الصحفيةُ في العراقِ عبر سلسلةٍ متتابعةٍ ومتعاقبةٍ من المواجهاتِ اليوميةِ بدايةً من الإمنيةِ مرورًا بالسياسيةِ والخدميةِ ومصاعبَ العملِ والحصول على المعلومةِ ومحاربةَ الواقع بالحقيقةِ التي جعلتْ الصحفي والاعلامي هدفًا لسهامٍ عدَّة
وفي ظلِّ هذه التحديات تغيَّرتْ الخطورةُ من تكميمِ الافواهِ وإخفاء المعلومةَ عن الصحفي الى الوعيدِ والتهديدِ وأصبحنا امامَ ارهابٍ تمثَّل في تعرضِ مجموعةٍ من الصحفيين من أبناءِ محافظةِ بابلَ لإعتداءاتٍ مسلحةٍ جبانةٍ خلالَ الفترة القريبة الماضية ، التي حملتْ في طيِّها طابعَ الاصرار والترصُّد ، وأُستخدمتْ فيها الأسلحةُ الناريةُ في حوادثٍ متعددةٍ ومتفرقة
وانطلاقاً من هذا إِجتمعَ صحفيو المحافظةِ بحضورِ عددٍ من ممثلي المؤسسات الإعلامية المختصة في مُقدمتها نقابة الصحفيين ، وهيئةُ الإعلام والإتصالات ، و دائرةِ الإعلام والاتصالِ الحكومي في ديوان محافظة بابل ، وممثلا عن اليونسكو وعددٍ من الصحفيين العاملين في وسائلِ الإعلام المتنوعة
وبناءً على المسؤوليةِ المشتركةِ والإيمان المطلق بالمساراتِ القانونيةِ والمهنيةِ التي نعمل على حمايتها والثباتُ عليها أَصدرتْ الاسرةُ الصحفيةُ بيانَها هذا بمجموعةٍ من النقاط والمطالبات الحَقَّة، منها :
1.دعوةُ السلطةِ القضائيةِ الموقرةِ ممثلةً بمجلسِ القضاءِ الأعلى ومؤسساته لتفعيل القوانين التي تحمي المواطن عامة والصحفي خاصة والضغط على المؤسسات ذات العلاقة بأخذ دورها بشكلٍ فعال ينسجمُ مع حجمِ التهديدات
- دعوةُ الاجهزةِ الأمنيةِ بكافةِ صنوفها وتشكيلاتها الى فتح تحقيق أعمق والتعامل مع التهديدات بجديةٍ ومهنيةٍ عاليةٍ لمعرفة خيوط الإعتداءات الأخيرة والتي جرى التبليغ عنها أصوليًا ، وكشف الفاعلين مهما كانت الجهات التي تقف خلفهم ، فضلا عن أهمية توفير الحماية والمناخ المناسب لأداء هذه المهمة
- ضرورةَ إبعاد الصحفيين عن الصراع السياسي الحاصل ، والمناكفات التي تجري بين الأطراف والمكوّنات كافة ونحمل الجميع المسؤولية بسلامة الأسرة الصحفية وضمان حرية الرأي والعمل الإعلامي
- ندعو الى إعادة فتح او تفعيل كل التحقيقات التي لم تتوصل او تكشف حقيقة الجناة الذين إستهدفوا الصحفيين سواءً على مستوى العراق عامة او محافظة بابل على وجه التحديد وخصوصًا ماتعرض له الزملاء ذوالفقار الخفاجي وزين الشبلي وزيد الشهيب وآخرون، وسبقتها بفترة ما تعرض له الزميلان أسامة العابدي وعيسى العطواني.
- ندعو الحكومةَ المحلية في بابل والمؤسسات والدوائر المرتبطة بها للتعاطي مع الإعلام على أنه شريكٌ يمثل الوطنَ والمواطن وليس عدوًا تُحجبُ عنه المعلومة وتصعَّب عليه المَهَمَّة ولعل الأدوار التي لعبها الإعلام البابلي في كشف الكثير من الحقائق خيرَ شاهدٍ على الدور الكبيرِ لرجالِ السلطةِ الرابعة
- تمتلكُ السلطةُ الرابعةُ وأسرتها الصحفيةُ الكثيرَ من أدوات العمل المنهجي المهني لمتابعة هذه التهديدات وكشفها لكنها لجأتْ في بدايةِ الأمر الى المساراتِ القانونيةِ وأنَّ هذا البيان سيكون الخطوة الأولى للصحفيين لمواجهة هذه الهجمة التي كان من الممكن أن تؤدي الى زهق أرواح الزملاء بشكل إرهابي سافر ، خصوصًا وأن بعضها جرى في وضح النهار
كتبَ هذا البيانُ في أيلول ٢٠٢٢ وتنتظرُ هذه الأسرة الحسمَ سريعًا ولَعلَّنا نكون بعد ثلاثين يوماً في خيارات قانونية وإعلامية أخرى
في الختام ، نجددُ شكرَنا وتقديرنا للأجهزة القضائية والأمنية كافة ، وهم يقومون بواجباتهم الصعبة في ظلّ هذه الظروف الحرجة ، ونذكرهم أن الصحفي العراقي كان ولايزال هو الظهير الساند لهم ،ولكل مايحفظ أمن البلاد والعباد.
واللهُ من وراءِ القصد .
صحفيو بابل
21 أيلول 2022