قدمت الباحثة اسراء سليم هادي مدربة الالعاب في جامعة المستقبل كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بحث عن التنمية المستدامة وبينت أهمية فكرة التنمية المستدامة، لا سيما أنها وضحت أنه ما زال هناك جزء كبير من سكان العالم يعيشون تحت ظل الفقر، وإن هناك تفاوتاً كبيراً في أنماط الموارد التي تستخدمها كل من الدول الغنية وتلك الفقيرة، إضافة إلى أن النظام البيئي العالمي يعانى من ضغوط حادة،
كل هذه الأمور استدعت ضرورة إعادة توجيه النشاط الاقتصادي بغية تلبية الحاجات التنموية الماسة للفقراء ومنع حدوث أضرار سلبية من دورها أن تنعكس على البيئة العالمية، وبالفعل استجابت الدول سواء النامية أو الصناعية، واقترحت البلدان النامية صياغة ما يسمى عهد جديد من النمو لمعالجة قضايا الفقر والمشاكل التي تعانى منها الدول الأقل فقراً، وأما بالنسبة للدول الصناعية، فقد ارتأت ضرورة بذل الجهود المضنية من أجل زيادة الطاقة والمواد الفعالة والكافية إضافة إلى إحداث تحول في النشاط الاقتصادي لتخفيف حدة الثقل من على كاهل البيئة.
ومن التعريفات السابقة للتنمية المستدامة يمكن استخلاص أبعادها، والتي يمكن إجمالها على النحو التالي:
أولاً – البعد الاقتصادي : –
تهدف التنمية المستدامة ” sustainable development ” بالنسبة للبلدان الغنية إلى إجراء تخفيضات متواصلة في مستويات استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية والتي تصل إلى أضعاف أضعافها في الدول الغنية مقارنة بالدول الفقيرة، من ذلك مثلاً يصل استهلاك الطاقة الناجمة عن النفط والغاز والفحم في الولايات المتحدة إلى مستوى أعلى منه في الهند بـ 33 مرة.
لقد كان للبعد الاقتصادي عدة مؤشرات والتي تنعكس على البيئة التي يعيش عليها الإنسان وهي :
1-معدل استهلاك الفرد من الموارد الطبيعية : يجب ان يتناسب معدل استهلاك الفرد مع الامكانات المتاحة وبما يضمن بقاءها للأجيال القادمة, ومن المعلوم ان الدول المتقدمة أكثر إستهلاكاً للموارد الطبيعية من الدول النامية
2-القضاء على الفقر : تسعى الدول النامية لمحاربة الفقر من خلال أشارتها الى ان الفقر لا يعني الرفاهية وإستغلال كافة الامكانيات البيئية , بل أخذ الأنسان لحاجته وتوجيه الموارد بشكل صحيح حتى يستطيع الفرد أن يؤدي متطلبات حياته ,وإن التنمية شاملة لكفاية الافراد .
3-التوزيع العادل للدخل : تهدف التنمية المستدامة الى توزيع الدخل بين جميع الافراد وبشكل عادل , وعدم بناء الفوارق الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء , وهذا ما يتطلب من الدول النامية التوزيع العادل في الموارد المتاحة لديها .
ثانياً – البعد الاجتماعي :-
إنّ عملية التنمية المستدامة تتضمن تنمية بشرية تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن عنصر المشاركة حيثُ تؤكّد تعريفات التنمية المستدامة على أنّ التنمية ينبغي أن تكون بالمشاركة بحيث يشارك الناس في صنع القرارات التنموية التي تؤثر في حياتهم، حيث يشكل الإنسان محور التعريفات المقدمة حول التنمية المستدامة، والعنصر الهام الذي تشير إليه تعريفات التنمية المستدامة – أيضاً – هو عنصر العدالة أو الإنصاف والمساواة، وهناك نوعان من الإنصاف هما إنصاف الأجيال المقبلة والتي يجب أخذ مصالحها في الاعتبار وفقاً لتعريفات التنمية المستدامة، والنوع الثاني هو إنصاف من يعيشون اليوم من البشر ولا يجدون فرصا متساوية مع غيرهم في الحصول على الموارد الطبيعية والخدمات الاجتماعية، والتنمية المستدامة تهدف إلى القضاء على ذلك التفاوت الصارخ بين الشمال والجنوب.
كما تهدف التنمية المستدامة أيضاً – في بعدها الاجتماعي- إلى تقديم القروض للقطاعات الاقتصادية غير الرسمية، وتحسين فرص التعليم، والرعاية الصحية بالنسبة للمرأة.
ان للبعد الاجتماعي أهميه بارزة في تحقيق التنمية المستدامة وهناك مجموعة من المؤشرات التي تحدد دور هذا البعد وهي :
1-الحكم الصالح : ويتمثل في استخدام الديمقراطية , والمشاركة في صنع القرارات , والتي سوف تنعكس على المجتمع بشكل ايجابي .
2-توفير الصحة والتعليم : يعد توفير الصحة والتعليم في كافة المراحل الدراسية أمر مهم , وكان للتنمية المستدامة دور بارز من خلال الاهتمام بالتنمية البشرية وبناء الأنسان , وهو ما سوف يضمن استمرارية التنمية والوعي الدائم .
3-النمو السكاني وتوزيع السكان :
تعنى التنمية المستدامة بتحديد السكان وعدم الزيادة المفرطة فوق قدرة المجتمعات مما ينعكس سلبا على الاستنزاف البيئي كذلك التوزيع السكاني بين الريف والحضر بشكل مدروس , وذلك للتقليل من المساس بالمناطق الخضراء ومن التلوث البيئي المنبعث .
ثالثاً – البعد البيئي :-
“يمثل البعد البيئي الموارد الطبيعية ( المياه والطاقة والزراعة والتنوع البيولوجي ) والذي يعتبر العمود الفقري للتنمية المستدامة , وذلك من خلال الاهتمام بإدارة المصادر الطبيعية و التركيز على كميتها ونوعيتها على الكرة الارضية .وإن الهدف الأمثل للتنمية المستدامة هو التوفيق بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة مع مراعاة حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية خاصة الناضبة منها. ويرتبط مفهوم التنمية البيئية بتلوث البيئة او الاستعمال الجائر للموارد الذي يؤدي استنزاف الموارد الطبيعية وإنهيارها , ومن ناحية أخرى يرتبط بمفاهيم اعادة تدوير المخلفات والتخلص الآمن من النفايات.
وتهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق العديد من الأهداف البيئية، وتتمثل فيما يلي:
الاستخدام الرشيد للموارد الناضبة، بمعنى حفظ الأصول الطبيعية بحيث نترك للأجيال القادمة بيئة مماثلة حيث أنّه لا توجد بدائل لتلك الموارد الناضبة.
مراعاة القدرة المحدودة للبيئة على استيعاب النفايات.
ضرورة التحديد الدقيق للكمية التي ينبغي استخدامها من كل مورد من الموارد الناضبة، ويعتمد ذلك على تحديد قيمتها الاقتصادية الحقيقية، وتحديد سعر مناسب لها بناءً على تلك القيمة.