حسين الذكر

( قتل امرءٍ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب كامل مسالة فيها نظر)
(الشاعر السوري العربي المسيحي اديب إسحاق)
كلما تفكر الانسان الواعي فيما يجري من اهوال واحوال في بلداننا المستضعفة عامة وغزة خاصة سيما وان اغلبه يعد وجه من اجندات خارجية ضاربة بالاعماق تدعو الى ضرورة إعادة قراءة التاريخ وتمحيص ما يسمى بالسنن والأفكار حد النفض مما جرى عليها من انحراف وتشويه ودس راسخ توظيفيه لمصالح ابدية .
نشر ثقافة التفاهة ودعم كل سبل الانحطاط بصورة ممنهجة في البلدان المستهدفة يدعو للاستغراب ويتطلب من شعوبها قراءة المشهد من خلال منظار التدبر من خلال حكمة 🙁 تقوى الله وتدبير أمور الدنيا ) وذاك ما ذهب اليه الامام علي بن ابي طالب في اصدق ما قال وقيل في أمور الدين والدنيا . اذ ان كثير العناوين والرمزيات المصنوعة تهيمن على الواقع فيما الجموع وهم اكثر التصاق بالاوطان والأديان نراهم يمثلون الطبقات المسحوقة والمستغلة على طول الزمكان .
ان الزخ الذي يخيم على سماء شعوبنا من مخلفات سقوط الحضارة والتصاقها حد العمى بالماديات المشوهة دون ادنى حياء من فلسفة الخلق وغائية الخالق .. يعد السكوت عليه والقبول به يمثل عارا وذل الاذلال الذي لا يليق بمن يحملون المباديء ويعتنقون الحرية ويمتلكون ادنى إحساس بشري .
اذ كلما تحولت الشعوب الى ( أناس هم وانعامهم سواء ولا يفرقون بين الناقة والبعير ) اصبحوا أداة طيعة بيد الاجندات لا تنفعهم عناوينهم وعقائدهم وشعاراتهم وشهاداتهم .. ما لا يدركون الحال وإعادة قراءة الواقع بمنظار العدالة الإنسانية والصالح العام .. الذي يكون فيه الانسان اكرم مخلوق على وجه الأرض اذ لم تقدس المقدسات الا لاجله .. لان الله جل وعلا غني عن العباد ولم يبعث انبيائه ورسله واولياه الا لتجسيد مقولة التكريم .
جاء في محكم الكتاب الكريم : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) اذ ان اخطر ما يصيب الأمم هو عملية التجهيل والتعمية الاستراتيجية . يقول الامام زين العابدين صاحب رسالة الحقوق العالمية : في تصوير القيادات المجتمعية وما ينبغي ان تكون عليه من وقف خطر اسقاط القيم وتسفيه المجتمع : ( ان الله أوحى الى دانيال : ان أَمقت عبدي اليَّ الجاهل المستخف باهل العلم .. وان احب عبدي اليَّ التقي الطالب للثواب اللازم للعلماء التابع للحكماء ) . فاذا كان الغالبية من المؤمنين تجز شعورهم وتؤكل لحومهم وتكسر عظامهم .. فكيف يكون حالهم بين اسد وذئب وكلب وخنزير … في شريعة غاب يحكمها الفرج والبطن وتكال بها المقايسس وفقا للشهوات والرغبات وحب الذات .
جاء في كتاب ( سلطة الفقهاء وفقه السلاطين ) لمؤلفه مختار الاسدي ان المفكر الفرنسي روجيه غارودي يقول في كتاب تفسخ الحضارة : ( بعد ان أصبح رواد التفاهة والانحطاط هم نجوم الاعلام ومن يحصل على الأموال .. انطلقت أصوات عالمية تؤكد ان العالم ينحدر نحو الجنون ) ..